تفرض التطورات السريعة في عالمنا اليوم في ظل "عصر المعلوماتية" وما تواجهه المؤسسات والمنظمات من تهديدات وتحديات أفرزتها متغيرات كثيرة في عالم سريع التغير على جميع المؤسسات أن تولي اهتماماتها لطبيعة الحياة الوظيفية بها، حيث إن مكونات بيئة الحياة الوظيفية ليست بمنأى عن تلك التحديات، فهي تتأثر بالتحديات والتغيرات والظروف المصاحبة لهذه التحولات، حيث إن العاملين في المنظمات أو المؤسسات ليسوا بمعزل عن المجتمع وبالتالي يتأثرون ويؤثرون في الحياة الوظيفية.

ويرتكز نجاح المؤسسات والمنظمات العامة والخاصة على العنصر البشري, حيث يمثل الأفراد فيها أهمية بالغة, لذلك جاء الاهتمام بالأفراد من خلال العمل على الولاء والوفاء باحتياجاتهم ومتطلباتهم, وإيجاد السبل الكفيلة برفع معنويات العاملين, لذلك تحقق تلك المؤسسات والمنظمات أهدافها. وتعد بيئة العمل من الموضوعات التي حظيت وما زالت تحظى بعناية واهتمام علماء السلوك الإداري, ويرجع السبب في ذلك إلى أن بيئة العمل تعد أحد أهم المتغيرات التي تؤثر بانعكاساتها على معنويات العاملين وبالتالي على الكفاءة الإنتاجية ثم على نتائج النشاط الإداري.

ولا شك أن لمعنويات العاملين أهمية بالغة فهي تعد مقياسًا لمدى فعالية أداء العاملين, فإذا  كانت معنويات العاملين مرتفعة, فإن ذلك يؤدي إلى نتائج مرغوب فيها كتلك المرجوة من منح الحوافز المعنوية والمادية وزيادة الأجور للعاملين, وبالتالي يمكننا النظر إلى سلوك العاملين وأدائهم كدليل أو انعكاس لمعنوياتهم, بحيث إذا كان هذا الأداء أو السلوك سلبيًا فإن ذلك دليل على قلة وانخفاض معنويات العاملين والعكس صحيح, حيث إن معنويات الفرد تتركز في بيئة العمل على أهمية تكيف الفرد في عمله وعلاقات العمل التي تحيط به, الأمر الذي استوجب القيام بالكثير من الدراسات حوال متطلبات وحاجات العاملين.

إذا كان نجاح المنظمات مرهون بجهود إدارتها, فإن نجاح الإدارة في هذه المنظمات مرهون بدعم وجهود عامليها, حيث إن نجاح المنظمة يتوقف على قدرتها في تملك العناصر البشرية التي لديها القدرة على وضع بناء الثقافة و وضع الخطط ورسم التوجهات, الأمر الذي يؤدي إلى نجاحها أو تعثرها, ومن ثم فإن إحجام العاملين وعزوفهم عن المشاركة الفعالة في المناقشات داخل المنظمة وإبداء الآراء والاقتراحات الخاصة بقضايا ومشكلات العمل وعدم اهتمامهم بمستقبلها يؤدي إلى ضعف قدرتها التنافسية.

تاريخ النشر
07 ربيع الثاني 1444
تاريخ أخر تعديل
07 ربيع الثاني 1444
التقييم