سمّى الجاحظ الوحدات اللغويّة التي ننطقها صورةً كلاميّة وتبعه على ذلك عبد القاهر الجرجاني، وقد أدّى ذلك إلى أنْ يكون ناتج هذا الموقف أنّ البلاغة ليست في الوحدات اللغوية، بل في العمل الذي نتجت منه الصورة الكلاميّة، أي: الكلام في الاختيار الذي يطابق اللفظ به المعنى، والكلام عند عبد القاهر الجرجاني في النفس، وما هذه الوحدات اللغويّة إلا كيفيات الترتيب الذي تصرّفت فيه النفس. ومن هنا يمكن أنْ نجد السبب الذي دفع النظميين إلى استثناء البديع من جوهر المزيّة؛ لأنّه ليس معنى إضافيًّا يجمع بين معاني الأوضاع اللغوية ومعاني النحو البينية. وقد سمّى عبد القاهر الجرجاني ما هو فيه من توخّي معاني النحو بأنّه "فيما لا يكون الكلام كلامًا إلا به"، ومعن ذلك أنّ كيفيات البديع ليست كلامًا لارتباطها بالوزن، والوزن لا...