الصورة الكلامية في بلاغة المطابقة مغايرةٌ للصورة الكلامية في بلاغة النظم من جهة أنّ بلاغة المطابقة تريد تحقيق الوضع اللغوي المناسب للمعنى، وليست المزيّة في اللفظ من جهة كونه لفظًا له معنى، بل من جهة أنّه لفظٌ اختير وفُضِّل على غيره لتطابقه مع المعنى، ولذلك إذا صلح للمعاني ألفاظها المختارة لها خرج الكلام على صورةٍ بليغة. أما الصورة الكلامية في بلاغة النظم فأنّها تريد تحقيق التوفيق بين مقاصد الكلام وأغراض المتكلّمين وهذا شيء لا يتمُّ بالأوضاع اللغويّة؛ لأنّ المعاني المقصودة بالنظر هي المعاني الناتجة عن التصرُّفات النفسية بالكيفيات الكلامية المخصوصة، ولذلك لا تتحقق بلاغة النظم إلا في الصورة الكلامية لاشتمالها على الأوضاع اللغوية والتصرُّفات النفسيّة التي تنتج الصورة الكلاميّة بكيفية مخصوصة...